:19: :19: أين أنت؟..
رحلت عني مفارقاً..
ولم أعد أرى لك أثراً..
سوى ذكرياتك..
سوى خيالك..
سوى حبك..
قد قتلني الشوق..
وأحرق قلبي لهفة عليك..
وفؤادى أضحى يذبل أمامي كل يوم..
أين أنت تركتني أعاني وحدتي..
بل وحدتي هي التي تعاني وجودي معها..
خذني بيدك وانتشلني من قاع الظلمة وغياهب الشوق المؤلمة..
تعال وانتشل جسدي الذي أصابه النحول..
كل يوم..
أذهب إلى ذلك المكان..
الذي يعرف عني وعنك أكثر من أي شيء في الدنيا..
أقبع هناك وحيدة..
متألمة…
أبكي..
أعاني..
أشكي..
يسمع تنهداتي..
وحشة..
فراق..
لهفة..
وغرام كلهيب النار..
أتذكر أيامي الخالية معك..
في أحضان عالمك العذب..
أستقي من أنهارك..
أتنفس من عبير أزهارك..
تعال وأطفيء لهيب النار في قلبي..
ولاتتركني أعاني الأمرين..
حبك .. وفراقك..
كل يوم آتي إلى مكاني المعهود..
لايراني أحد..
أقبع هناك لساعات..
للحظات..
صمت يعمّ أرجائي..
ظلمة تملؤ عيناي..
شجيرات هنا..
وشجيرات هناك..
أسمع الطيور من حولي وكأنها تصرخ..
أشكو.. أشتكي..
أصرخ.. أبكي..
أشتاق.. آهات تكسر أضلعي..
أنظر إلى السماء..
أرى سحيبات تحاول أن تهرب من موقعي..
وحشة قاتلة في ذلك المكان..
خالي من الحياة..
أعشق.. أهيم..
أحب.. أجنّ..
فأجد نفسي أصرخ..
أبكي بجنون لم أعهده..
صرخاتي تكسر صمت المكان..
فيعود صداها لي..
فأهرب من ذلك الجحيم مسرعاً..
هائماً..
لا أعلم أين أذهب..
تتقطع بي السبل..
تدور بي دوائر الحياة المضنية..
فأخرّ صريعاً..
مستسلماً..
وتخور قواي أمام ضعفي..
وأقبع في عالم مظلم..
لايفارقني أبداً..
فهلاّ أنقذتني؟..
*****************